بيئة - غير مصنف - مجتمع وحياة

متلازمة أكياس الجمعية وجيب المساهم

This post is also available in: English

هي حالة قديمة غريبة تصيب المتسوقين في الجمعيات التعاونية تتمثل في الاصرار على كثرة استعمال الاكياس، حتى وان تطلب الأمر وضع 10 قطع صغيرة في 10 أكياس منفصلة.

‏انتقلت المتلازمة في السنوات الأخيرة إلى عمّال الجمعيات بحيث صاروا يصرّون على سياسة الفصل البلاستيكي، وان طلبت منهم عكس ذلك يستغربون! 

كما لا يهم إذا كان بيت المتسوّق يقع ملاصق للجمعية أو سمرقند.

ورغم تحذيرات رسمية وأهليه من الهيئة العامة للبيئة والجمعية الكويتية لحماية البيئة وغيرهم من مخاطر البلاستيك، ومبادرات تحث الناس على استعمال الاكياس القابلة للتحلّل، الاّ ان ذلك لا يعفي التقليل من استعمالها واستخدام بدائل مستدامة.

متلازمة أكياس الجمعية لها آثار سلبية من الناحية الصحية والوطنية المالية . كيف؟

يصحياً، تطوّرت تقنيات تغليف المنتجات كثيراً في العقود الأخيرة بحيث أصبح من الصعب جدا أن يتسرب محتوى المنتج، ما لم يكن زجاج ينكسر. 

في دول كثيرة يضع المتسوّقين كل شيء في كيس واحد. ولم ينتشر في الاخبار وقوع حالات إغماء أو إعياء أو وفاة نتيجة ”خلط“ الأغراض. لذا، فالمتسوّق في مأمن صحياً من مضار الخلط إن وُجدت.

وطنياً، نحن شعب يصرّح يومياً “بحب الكويت”. فأين الخوف على تلوث البيئة الوطنية من مخلّفات الأكياس؟

البلاستيك حتى وإن كان مصنوعاً من “مواد صديق للبيئة” فغالباً عملية تصنيع الكيس نفسها تُنتج ملوثات. أقلّها الوقود المُستهلك في توليد الكهرباء المُشغلة للمصنع. 

هذا يأخذنا إلى النقطة الأخيرة وهي الناحية المالية، وهي تمس المساهم شخصيا ً.

من مصلحة مساهمين الجمعيات التعاونية ومجالس الادارات رفع الإيرادات وخفض المصروفات من اجل زيادة الأرباح السنوية. 

فهل الاسراف في استعمال الأكياس يقلّل المصاريف ويرفع أرباح نهاية السنة؟ مهما كانت تكلفة حبة الكيس الواحدة؟ 

وكما يدفع المساهم ثمن ”المجاني“ وبعض العروض، فهو من يدفع أيضاً ثمن الاكياس من جيبه، إمّا خصماً من الارباح أو زيادة في السعر عند الكاشير. لا شيئ مجاني.

نعتقد وننصح بالاقتصاد في الأكياس البلاستيكية، وربما استعمال أنواع يمكن إعادة استخدامها، فهي أفضل للبيئة والبلد وجيبك.

اترك رد