This post is also available in:
English
للأسف معالي الوزير يغرّد في جهة والشباب تائهين بكل الجهات
إن قدرة الإنسان على تأمين مسكنه المناسب له من كدح يده وحرية اختيار مكان سكنه مرتبطة بقوة بتكوين الانسان وأحد أهم متطلبات العيش الكريم.
كما انها تعد ركناً أساسياً في صناعة المواطن الواثق المنتج، والاسرة المستقرة الذين يفيدون مجتمعهم ويبنون وطنهم دون ان يصبحون عالة عليه.
معالي وزير الشباب في خطابه الالمعي قبل يومين عن الاستراتيجية الجديدة للشباب الكويتي شرّق وغرّب وأسهب في سرد أهمية الشباب ورعايتهم، وسطّر عدة أهداف رئيسية ثم أهداف فرعية تتلوها تشعبات في هذا الشأن.
وإن كان الوزير وحكومته صادقين في اهتمامهم بالشباب، وهو أمر مشكور غير مشكوك فيه، يبقى أنهم رغم العناية المعلنه يظلون معتمدين عليها لتأمين سكن، غالباً ليس مناسب، حتى يشيبون.
فالشاب الكويتي رغم نيله أعلى الشهادات المحلية والاجنبية، ثم حصوله وظيفة حكومية ناعمة الملمس، متينة المرتّب، يستحيل عليه شراء سكن خاص مناسب وتكوين اسرة مستقرة مستقلّة مهما فعل.
غاب عن استراتيجية الوزير والحكومة هدف تكوين الشاب الكويتي اسرة وضمان سكن خارج نظام الرعاية السكنية الحكومية بعيدة المنال، ثقيلة الاحمال.
ربما يظن وزير الشباب انه غير معني، لكن السؤال ما الهدف من الاستراتيجية ان لم تفك أزمة جوهرية؟ وما فائدة الاحتطاب ان لم يشتري سكن؟
يدفع الشباب الكويتي خلال 15 عاما إيجارات يبلغ مجموعها قيمة 2-5 بيوت بالسعر العادل، في حين يفوق متوسط الاسعار الحالية (غير العادلة) مجموع رواتب الموظف الكويتي حتى التقاعد.
غريبه أن الوزير الحريص والحكومة الرشيدة لا يعلمون بهذه الحسبة البسيطة والحالة الرديئة التي مضى عليها نحو 25 عاماً رغم صغر شريحة الشباب الكويتي.
هذا فيما تتفنن الحكومة كل يومين في سن قوانين وقرارات نتيجتها النهائية فتح البلد أمام ملايين الوافدين، يحتلون مساحات كبيرة من أقرب وأفضل واغلى اراضي الكويت السكنية داخل المنطقة الحضريّة.
عين عذاري؟