This post is also available in:
English
غصة قصيرة
دخلت امس مخبزاً غربياً في منطقة قريبة من العاصمة كنت قد زرته آخر مرة قبل نحو سنة ونصف. المخبز كما أذكر كبير أنيق منظّم مشرق رائحته وعرضه لذيذين.
المخبز كان يقدم مخبوزات أوروبية مثل الجاتوه والكرواسون وما شابه. لكن ما شاهدته أمس كان مفاجأة محزنة.
أول صدمة المكان كان مظلماً مكفهراً غابت عنه الرائحة اللذيذة والاشراقة. معظم الرفوف فارغة، الديكور ركيك والنظافة مهمله. كان أشبه بسكن عمّال من مخبز.
المخبوزات تغيرت، التغليف تغيّر، وليس للأحسن. منعاً للأحراج وكوني الوحيد في المكان قررت أن أشتري قطعة واحدة.
كان يوجد شخصاً واحداً في الجزء الامامي من المحل، والخباّز خلف حائط قصير فاصل بين واجهة المحل والمطبخ. سمعت صوت يسألني “اخدم حضرتك في إيه؟”. الصوت لم يكن يأتي من الشخص القريب مني بل من رأس يطل خلف الحائط، وكان رأس الخباز. لماذا؟ العلم عند الله.
في الأثناء خرج الخباز من خلف حائط وليته لم يخرج. لولا المريول البلاستيك الخفيف الذي يربطه حول عنقه لظننت أنه عامل بناء أو نجار يقوم بأعمال صيانة.
كان شعره اشعثاً بلا غطاء، منظره كئيب بسيط، حذاءه المفتوح يكسوه غبار الطحين، مع الاصابع التي تطل منه.
دفعت طلبي وخرجت.
في المساء، ذهبت إلى أحد المجمعات التجارية الراقية ولم اكن زرته أيضاً من زمن. مررت أمام محل كبير للعطور والمكياج.
عادة الموظفين في هذه المحلات يكونون شباب وشابات مختارين بعناية. تبدو عليهم الاناقة والرشاقة والجمال والحيوية. ما شاهدته أمس عكس ذلك تماماً. طبّاعين وسفرجية و دايات. أغلبهم يبدو من الجنسية إياها.
هذه الظاهرة موجودة منتشرة و تكرر في أنشطة مختلفة في أنحاء الكويت،
رغم وجود جهات رسمية تزعم أنها تفهم في العمل والقوى العاملة والطاقة البشرية وما يحتاج سوق العمل. وتزعم انها تعمل على تحويل الكويت مركز مالي عالمي الخ الخ.
عموماً، ✅ لا تنسى الاعجاب، المتابعة، والمشاركة. شكراً 🌷
