This post is also available in:
English
كلام تاجر تقليدي من الملياردير نجيب ساويرس؛ يجر النار ناحيته وان هلك الآخرين، بما فيهم الدولة والناس التي جعلته ثريا.
لعل شكوى الملياردير من الفوائد العالية تختزل كل ما في الامر. وحوش تنهش ببعضها البعض.
في تقرير نشرته أمس جريدة الجريدة يشكو ساويرس الحال وينتقد نهج دولة مصر الاقتصادي “نصف اشتراكي ونصف راسمالي”، لكنه يبدو يريد النهج اشتراكي مع التاجر، عبر منحه كل مشروع وتسهيلات واراض ممكنه، رأسمالي مع عامّة الشعب.
يغالط نفسه جناب الملياردير حين ضرب مثال نهج الصين وروسيا الاقتصادي، بل يزعم “اتجهتا إلى النظام الرأسمالي.”
الصحيح انهما نجحتا في خلق نظام اقتصادي متوازن عادل إجتماعياً تحديداً لانه يجمع الاشتراكية والرأسمالية (شبيه بالنظام الاقتصادي الاسلامي) يخضع كله للدولة تدير بعض كبرى شركاته الدولة بشكل مرن.
الاهم ان الصين وروسيا هدفهم الاكبر خدمة إكرام الشعب بكل طبقاته وبناء دولة للجميع يعيشون حياة كريمة.
وقد نجحت الصين في القضاء على الفقر المدقع بنسبة نحو 88٪ خلال أربعة عقود حسب تقارير دولية منها البنك الدولي (مصدر). وبحسب البنك ايضاً انخفض الفقر في روسيا الى نحو النصف خلال عقدين من 24٪ الى 12٪ (شاهد الرسم البياني).
بالمقابل، تذكر عدة تقارير ارتفاع نسبة الفقر المدقع والتضخم في مصر خلال العقود الاخيرة منها تقرير للبنك ذكر أن نحو 66.2% من سكان مصر يعيشون تحت خط الفقر العالمي، فيما معدلات التضخم تبقى مرتفعة ومتقلبة بنحو 28.3% مؤخراً. (مصدر).
مصر تميل منذ عقود نحو خصخصة الخدمات والتصنيع والانتاج والاقتصاد وعديل الانظمة والتشريعات ذات الصلة خدمة للقطاع الخاص بنظام “رمي الجمل بما حمل” .
ينتقد معالي ساويرس كذلك عدم ربحيّة الدولة، وهي مغالطة اخرى.
الطبيعي ان لا ”تربح“ الدولة من ظهر شعبها كالتاجر، فهدفها “توفير سبل العيش الكريم”.
لكن لا مانع لدى جنابه ان يستحوذ قلة من عامة الشعب على كل الاموال والارباح من ضرع دولة الشعب والدليل ربما قوله: “مؤكداً أن العاطل عن العمل في الوقت الحالي يتحمل جزءاً من المسؤولية، لأن القطاعات الاقتصادية المختلفة تعاني عجزا كبيرا في العمال.”
الموظف والعامل يحتاج معاش يعيّشه حياة كريمة، وان كان لا يحقّق ذلك جداً طبيعي لن يقبل بعمل يجعله عبد مُسخّر لخدمة السيد الثري. كما لن يقبل تاجر الدخول في استثمار وتجارة عالية المخاطر حتمية الخسائر.
كذلك، هناك عوامل حياتية عملية قد تدفع الى رفض وظائف معنية. هل مواقع تلك الوظائف الحالمة قريبة من مسقط رأس العامل واهله؟ وان كانت بعيدة، هل تقع في أو بقرب مجتمعات موجودة ومدن حية نابضة؟ هل يوجد شبكة مواصلات متينة مقبولة؟ ام انها معزولة تماماً؟
ربما بسبب ذلك تختل الحسبة الاستثمارية وترتفع الفوائد ، كما يذكر.